فايننشال تايمز: «عواقب كارثية» لتدخل الشركات الكبرى في السياسة الأمريكية

فايننشال تايمز: «عواقب كارثية» لتدخل الشركات الكبرى في السياسة الأمريكية
رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية السابقة- لينا خان

حذرت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية السابقة، لينا خان، من أن إعطاء الرئيس دونالد ترامب والصناديق الخاصة حرية أكبر في التحكم بالاقتصاد الأمريكي قد يؤدي إلى "عواقب كارثية".

وقالت خان لصحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، إن هذا الوضع سيشكل تهديدًا بالغًا للنظام الصحي الأمريكي، حيث تتعرض أسواق الرعاية الصحية لمخاطر جمة من عمليات الاستحواذ التي تقوم بها صناديق الاستثمار الخاصة، مؤكدة أن التفريط في الرقابة على هذه الأنشطة الاقتصادية قد يؤدي إلى تداعيات سلبية تؤثر بشكل مباشر على المواطنين الأمريكيين.

وتعد خان واحدة من الأعضاء البارزين في الجيل الجديد للمسؤولين التقدميين الذين تعينهم إدارة الرئيس جو بايدن، ورحبت وول ستريت باستقالتها من منصبها رئيسًا للجنة التجارة الفيدرالية، بعد أن شنت حملة صارمة ضد الممارسات المناهضة للمنافسة في الاقتصاد الأمريكي.

وقالت خان إن مسؤولين آخرين في إدارة ترامب قد يعودون لتطبيق نهج أكثر تساهلاً في مكافحة الاحتكار، وهو الأمر الذي سمح بتوسع الشركات الكبرى دون أية رقابة فعّالة طوال عقود.

تهديدات سياسية

وأضافت خان أن التهديد الذي تمثله الشركات الكبرى على الديمقراطية الأمريكية بات محط تساؤلات حقيقية، وتساءلت ما إذا كانت الشركات القوية قد تتمكن من التدخل في العملية السياسية وإفساد ممارسات إنفاذ القانون في البلاد.

وفي خطاب وداع للرئيس بايدن، أعرب الرئيس السابق عن قلقه من تزايد تأثير "حكم الأقلية" على السياسة الأمريكية، معتبرًا أن هذا قد يشكل تهديدًا للديمقراطية.

العلاقة بين ترامب ورجال الأعمال

شهد حفل تنصيب ترامب حضور عدد من كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرج، الذين تربطهم علاقة وطيدة مع الرئيس السابق.

قدم هؤلاء المسؤولون تبرعات كبيرة لصندوق تنصيب ترامب، الأمر الذي سلط الضوء على تزايد تأثير قطاع التكنولوجيا على السياسة الأمريكية، كما تم التطرق إلى دعمه للمصالح الاقتصادية للشركات الكبرى في خطابه، ما أثار تساؤلات بشأن استمرارية هذه العلاقة وتأثيرها على مستقبل القوانين الخاصة بالمنافسة.

ووجهت خان انتقادات حادة لعمليات الاستحواذ التي تقوم بها صناديق الاستثمار الخاصة في قطاع الرعاية الصحية، وأكدت أن العديد من هذه العمليات تترك الشركات التي تم الاستحواذ عليها مثقلة بالديون وتكافح للحفاظ على جودتها. 

وأشارت إلى قلق العديد من العاملين في هذا القطاع، وخاصة الأطباء، من تأثير هذه العمليات على مستوى الرعاية المقدمة وأسعار الخدمات، وطالبت بتطبيق قوانين أكثر صرامة على هذه الأنشطة التجارية لضمان استمرار المنافسة وحماية مصلحة المستهلك.

مواجهة التوسع الاحتكاري

قبل أيام من مغادرتها منصبها، أتمت لجنة التجارة الفيدرالية تسوية مع مجموعة ويلش وكارسون وأندرسون وستو، تتعلق بعمليات استحواذ على ممارسات طبية في ولاية تكساس.

وأكدت اللجنة أن هذه الصفقات كانت تهدف إلى رفع الأسعار بشكل مصطنع والتأثير على المنافسة في هذا القطاع. كما أجبرت لجنة التجارة الفيدرالية شركة"جا إيه بي هولدينج" على التخلص من عيادات الطب البيطري كشرط لتمرير عمليات استحواذ قد تؤدي إلى تشكيل احتكارات جديدة.

ورغم انتهاء فترة خان في رئاسة لجنة التجارة الفيدرالية، تبقى القضايا المتعلقة بالاحتكار تحت دائرة الضوء، مع سلطة الإدارة الجديدة في مراجعة هذه القضايا وإمكانية التراجع عن بعض الإجراءات المتخذة في عهد خان.

وفي هذا السياق، أبدت خان قلقها من أن الشركات التي تواجه المحاكمات قد تسعى للحصول على صفقات أفضل مع إدارة ترامب، الأمر الذي قد يؤثر على نزاهة هذه الإجراءات القانونية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية